أصدرت مطبعة “آنفو” بفاس كتابا جديدا بعنوان “دعوى المساواة في الإرث” للدكتور محمد التاويل، أعده للطبع وقد م له وعلق عليه الدكتور امحمد العمراوي رئيس جمعية “العلماء خريجي جامع القرويين”.
والكتاب هو جواب عن الدعوى التي ارتفع صوتها مؤخرا للمطالبة “بالمساواة في الإرث” بين المرأة والرجل، وهو ما اعتبره الكتاب دعوى باطلة، ومرفوضة شرعا، وتنم عن الجهل بالشرع وبحكمته، وبمكانة المرأة من الإرث في الشريعة الإسلامية، كما أن الكتاب عبارة عن دراسة تأصيلية لمسألة الإرث بطريقة علمية بحتة.
غلاف الكتاب وجها وظهرا |
ويعتبر الكتاب أن الدعوة إلى الاجتهاد في مسألة الإرث هو من الأمور المتعارضة مع الدين لعدة اعتبارات أبرزها: أن تفضيل الذكر على الأنثى في بعض احكام الإرث يعتبر من القضايا المعلومة من الدين بالضرورة، وأن الاجتهاد فيها لا يمكن أن يأتي بجديد يختلف عما قررته الشريعة الإسلامية كتابا وسنة وإجماعا. ثم انسجاما مع القاعدة الأصولية المعروفة: “لا اجتهاد مع النص”.
وحدد الكتاب حكمة التشريع الإسلامي في الإرث في مجموعة من المقاصد المرتبطة بتفضيل الله لمصالح العباد ومنافعهم عموما، وفي توزيع المالك الحقيقي الذي يعطي من يشاء ويحرم من يشاء. إضافة إلى كون الذكر في النظام الإسلامي مطوق بلائحة طويلة من التكاليف المالية الثقيلة المستمرة والمتجددة كدفع الصداق عند الزواج مثلا.
والشيخ محمد التاويل هو من علماء المغرب الذين ولدوا عام 1353هـ/ 1934م، ونشؤوا في أسرة مشهورة بالفضل والصلاح وحفظ القرآن، تتلمذ على عدد من المشايخ الكبار أولهم والده سيدي محمد بن قاسم، وسيدي محمد بن العربي المساري البقالي والعلامة سيدي امحمد العمراني المعروف بالزرهوني وغيرهم، ولج القرويين سنة 1366هـ/1974م وتتلمذ على مشايخها. ونال بها شهادة العالمية عام 1377 أعلى شهادة آنذاك، ما خوله أن يصبح شيخا مدرسا بالقرويين توفي رحمه الله يوم الإثنين 16 جمادى الثانية عام 1436هـ .
وللشيخ مجموعة من المؤلفات منها ” الوصايا والتنزيل في الفقه الإسلامي” و“مشكلة الفقر: الوقاية والعلاج من المنظور الإسلامي” و“إشكالية الأموال المكتسبة مدة الزوجية: رِؤية إسلامية” و“موقف الشريعة الإسلامية من اعتماد الخبرة الطبية والبصمة الوراثية في إثبات النسب ونفيه” وكتب أخرى.
الإصلاح/ أحمد الحارثي